السؤال
برجاء عدم نشر المشكلة لاحتوائها على تفاصيل خاصة بأصحابها.
أنا طبيبة أعمل في بلدي في وظيفة مرموقة، وعلى قدر من الخلق والدين والجمال بشهادة من حولي، تقدّم لي الكثير من الخطّاب، لكن لم يحدث توافق حتى التقيت بزوجي، الذي يعمل في دولة أوروبية، هو إنسان محترم ومثقف، وأحسبه يتقي الله في علاقاته وحياته، عفيف ولم يسبق له الزواج، مثلي.
تزوجنا في بلدنا، على وعد منه بأنه سينهي إجراءات لمّ الشمل، لكن بسبب ظروف عمله، وعدم استقرار أحواله، وجزء من التكاسل منه، مرّ عامان ونحن في بلدين منفصلين، بلا أولاد، ينزل في إجازات قليلة، ويعطيني فيها من وقته القليل، حتى العلاقة الخاصة بين الأزواج لا تحدث إلا نادرًا، وغالبًا غير مكتملة، لا أعتقد أن مجموع ما قضيناه كزوجين يتعدى شهرًا واحدًا في السنة.
أشعر دائمًا بعدم الاكتفاء العاطفي، ولا الجنسي، ولا المادي، وفوق ذلك، يسمح بتدخل والدته في كل تفاصيل حياتنا، حتى إن قال لي كلمة طيبة، يتبعها بقوله إن والدته أوصته بذلك، أصبحت أشعر بالاختناق، وفقدت احترامه أمامي، بسبب اعتماده المفرط على والدته، ومعاملتها له كطفل، حتى إنها توبّخه وتذمّه أمامي، أما الخصوصية، فأصبحت لا تتحقق إلا بعزل حياتي عنه، كي لا يشاركها مع والدته.
صرنا عمليًا منفصلين، لكن يربطنا عقد زواج، وقليل من المكالمات عبر الإنترنت، أي دعم أحتاجه، ألجأ فيه إلى عائلتي، لجأت إلى مختصين في العلاقات، ونصحوني بالانفصال، لكنني أشعر بتأنيب الضمير؛ لأنه متعلق بي، ويريد أن تتغير حياته، ويطلب مني دائمًا أن أصبر أكثر، لكنني بين نارين: إلى متى سأضيّع عمري في علاقة لا وجود لها في الواقع، ولا نهاية محددة لهذا الوضع؟
عمري ليس صغيرًا، ورغبتي في إنجاب طفل تصطدم بتحديات انعدام العلاقة، وتقدّم العمر، وتأخّر اتخاذ القرار المناسب، أحاول أن أذكّر نفسي أن كل شيء بقدر الله، لكننا نختار ضمن هذا القدر، ولهذا أنا بحاجة إلى مساعدة لأختار الصواب.
وجزاكم الله خيرًا.