السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أولاً: شكراً على هذه الموقع الرائع، وخصوصا قسم الفتاوى لما تقدمونه من فائدة للمسلمين.

ثانيا: ما أشكو منه هو خوف من ردة فعل الناس، فأنا بطبعي لا أحب المشاكل وأتجاوزها قدر المستطاع إلا إذا كان ذلك على حساب كرامتي, فعلى سبيل المثال كثيرا ما أتعرض لمضايقات في الشارع من الناس من تعليقات تافهة، وحركات سخيفة، إلا أنني أتجاهلها حقنا للدماء كما يقال؛ لأنه في منطقتنا يشترون المشاكل حبا بها، وعند أدنى مشكلة تراه يظهر مسدسه أو سكينه أو حتى يتصل طلبا للدعم، فهل هذا يعتبر خوفا أم جبنا أم ماذا؟ وما السبيل لعلاجه؟

شكرا .. وأرجو عدم تحويلي لاستشارة أخرى.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور الدين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا.

فالمحيط الذي تعيش فيه ما بين هؤلاء الناس الذين يحملون مسدسات وسكاكين عند ظهور أدنى مشكلة أو يطلبون الدعم إذا واجهتهم أي مواجهات مع الآخرين هذا محيط غير سليم.

ولكن بما أن الإنسان من الصعب عليه إن يغير بيئته ومحيطه فهو مطالب أن يقبلها دون أن يشارك فيما يفعل ويقوم به بقية الناس ما دامت هذه التصرفات والأفعال غير مقبولة.

فأنت تبرئ نفسك من مثل هذه التصرفات، واستنكارها ورفضها فهذا شيء طبيعي وجميل، والتعرض للمضايقات في الشارع هو أمر مقزز وغير مقبول، لكن بالتطبع والإحسان للآخرين، والصبر على أذاهم، وتجاهل هذه الحركات والتعليقات سيكون هذا هو العلاج، وقد أحسنت حينما قلت أنك تتجاهلها.

وما تقوم به ليس جبنا وليس ضعفا في شخصيتك، فمنظومتك الاجتماعية والقيمية يظهر أنها عالية جدا، ولهذا أنت ترفض ما يحدث حولك من تصرفات خاطئة، لكن في نفس الوقت وكنوع من العلاج يجب أن تركز على التجاهل كمبدأ عام أكثر من التفكير، والانشغال بهذه التصرفات، ولا أقول لك قم بقيادة حملة في المنطقة لنهي الناس عن هذا المسلك، لكن يكون من الجميل جدا إذا حاولتم في الحي أنت ومجموعة من الشباب أن تتناقشوا حول هذا الأمر، وكيفية نصح الآخرين، وبناء ثقافة مجتمعية جديدة، هذا سيكون تصرفا جميلا منك، ويعرف أن النشاطات المجتمعية خاصة في مثل سنك تقوي الإنسان جدا وتطور من مهاراته.

هذا مجرد مقترح يمكنك أن تنظر فيه، لكن خلاصة الأمر أقول لك أنك لست جبانا لكن يجب أن لا تشغل نفسك في نفس الوقت بهذا الأمر، لأنك إذا شغلت نفسك سوف يسبب لك تعكرا في المزاج ويصبح حالة وسواسية قد تتحول إلى مخاوف.

فالتجاهل هو السبيل، وأن تخالق الناس بخلق حسن، هذا يدعم القيم الفاضلة فكن على هذا المنهج واجتهد في دراستك، ونظم وقتك، واجعل لنفسك أهدافا للحياة، وضع الآليات التي توصلك إليها.

وحول زيادة الثقة بالنفس سلوكيا يرجى الاطلاع على: (265851 - 259418 - 269678 - 254892).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.