فصل [في أنواع الضحك أثناء الصلاة]
الضحك في الصلاة على وجهين: بغير صوت، وهو الذي يعبر عنه بالتبسم، وبصوت. فإن كان بغير صوت لم يفسد الصلاة; وإن كان ذلك تعمدا.
واختلف في السجود ، فظاهر قول مالك في المدونة لا شيء عليه ، وهو قول ربيعة، وعبد العزيز بن أبي سلمة، وقال مالك في العتبية: يسجد قبل السلام . وقال في مختصر ما ليس في المختصر: يسجد بعد السلام. وهو قول سحنون .
وأرى أن يسجد قبل ; لأن ذلك وصم في صلاته بمنزلة النقص إذا اشتغل حينئذ بما ليس هو فيه، وإن كان قهقه متعمدا أبطل، فذا كان أو مأموما [ ص: 400 ] أو إماما; لأنه كلام.
واختلف إذا كان مغلوبا فقيل: يقطع إذا كان وحده، وإن كان مأموما مضى وأعاد، وإن كان إماما فقال ابن القاسم في العتيبة: يستخلف من يتم بالقوم ويتم هو معهم ثم يعيدون إذا فرغوا .
واختلف في الناسي أنه في صلاة، فقال ابن القاسم: ليس بمنزلة الكلام. وجعل الجواب فيه في كتاب محمد; كالمغلوب إن كان وحده قطع، وإن كان مأموما مضى وأعاد، وإن كان إماما استخلف، وأعاد مأموما وأعاد جميعهم .
وقال أشهب في مدونته: هو كالكلام يمضي وإن كان فذا وتجزئه الصلاة. وإليه ذهب محمد.
وقال ابن المنذر: أجمع أهل العلم أن الضحك يقطع الصلاة .
يريد: أنهم فرقوا بينه وبين الكلام; لأن فيه أمرا زائدا على الكلام، وهو قلة الوقار، وفيه ضرب من اللعب. [ ص: 401 ]


