وَ (قَوْلُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - : " الْأَنْصَارُ كَرِشِي وَعَيْبَتِي ") أَيْ : جَمَاعَتِي الَّتِي أَنْضَمُّ إِلَيْهَا ، وَخَاصَّتِي الَّتِي أُفْضِي بِأَسْرَارِي إِلَيْهَا . وَالْكَرِشُ : لِمَا يَجْتَرُّ كَالْمَعِدَةِ لِلْإِنْسَانِ ، وَالْحَوْصَلَةِ لِلطَّائِرِ ، وَالْكَرِشُ مُؤَنَّثَةٌ ، وَفِيهَا لُغَتَانِ : كَرِشٌ - بِفَتْحِ الْكَافِ ، وَكَسْرِ الرَّاءِ - . وَكِرْشٌ - بِكَسْرِ الْكَافِ وَسُكُونِ الرَّاءِ - : مِثْلَ : كَبِدٍ وَكِبْدٌ ، وَكِرْشُ الرَّجُلِ : [ ص: 468 ] عِيَالُهُ وَصِغَارُ وَلَدِهِ ، وَالْكِرْشُ : الْجَمَاعَةُ ، وَهِيَ الْمَعْنِيَّةُ بِالْحَدِيثِ . وَأَصْلُ الْعَيْبَةِ : مَا تُجْعَلُ فِيهِ الثِّيَابُ الرَّفِيعَةُ ، وَالْجَمْعُ عِيَبٌ ، كَبَدْرَةٍ وَبِدَرٍ ، وَتُجْمَعُ أَيْضًا : عِيَابًا وَعَيْبَاتٍ .

وَ قَوْلُهُ : " nindex.php?page=treesubj&link=31114اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِلْأَنْصَارِ ، وَأَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ ، وَأَبْنَاءِ أَبْنَاءِ الْأَنْصَارِ ") ظَاهِرُهُ [ ص: 469 ] الِانْتِهَاءُ بِالِاسْتِغْفَارِ إِلَى الْبَطْنِ الثَّالِثِ ، فَيُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ذَلِكَ ، لِأَنَّهُمْ مِنَ الْقُرُونِ الَّتِي قَالَ فِيهَا النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ : " خَيْرُ أُمَّتِي قَرْنِي ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ " ، وَيُمْكِنُ أَنْ تَشْمَلَ بَرَكَةُ هَذَا الِاسْتِغْفَارِ الْمُؤْمِنِينَ مِنْ نَسْلِ الْأَنْصَارِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مُبَالَغَةً فِي إِكْرَامِ الْأَنْصَارِ ، لَا سِيَّمَا إِذَا كَانَتْ نِيَّةُ الْأَوْلَادِ فِعْلَ مِثَالِ مَا سَبَقَ إِلَيْهِ الْأَجْدَادُ ، وَيُؤَيِّدُ ذَلِكَ قَوْلُهُ فِي الرِّوَايَةِ الْأُخْرَى : " وَلِذَرَارِيِّ الْأَنْصَارِ " .