مُطَابَقَتُهُ لِلتَّرْجَمَةِ فِي قَوْلِهِ : " أَعْطُوهُ سِنًّا " ; لِأَنَّ أَمْرَهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِإِعْطَاءِ السِّنِّ وَكَالَةٌ فِي قَضَاءِ دَيْنِهِ ، وَهَذَا الْحَدِيثُ هُوَ الْحَدِيثُ الْمَذْكُورُ فِي الْبَابِ الَّذِي قَبْلَهُ ، لَكِنَّهُ مِنْ وَجْهٍ آخَرَ وَبَيْنَهُمَا بَعْضُ تَفَاوُتٍ فِي الْمَتْنِ بِالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ ، وَأَخْرَجَهُ هُنَاكَ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=12180أَبِي نُعَيْمٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ سَلَمَةَ ، وَهَاهُنَا أَخْرَجَهُ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=16039سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ ، وَأَبِي أَيُّوبَ الْوَاشِحِيِّ الْبَصْرِيِّ قَاضِي مَكَّةَ عَنْ nindex.php?page=showalam&ids=16102شُعْبَةَ [ ص: 136 ] ابْنِ الْحَجَّاجِ إِلَى آخِرِهِ .

قَوْلُهُ : " يَتَقَاضَاهُ " جُمْلَةٌ وَقَعَتْ حَالًا . قَوْلُهُ : " فَأَغْلَظَ " يَحْتَمِلُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ مِنَ الْإِغْلَاظِ التَّشْدِيدَ فِي الْمُطَالَبَةِ مِنْ غَيْرِ كَلَامٍ يَقْتَضِي الْكُفْرَ ، أَوْ كَانَ الْمُتَقَاضِي كَافِرًا . قَوْلُهُ : " فَهَمَّ بِهِ أَصْحَابُهُ " ، أَيْ : قَصَدُوهُ لِيُؤْذُوهُ بِاللِّسَانِ أَوْ بِالْيَدِ أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ . قَوْلُهُ : " دَعُوهُ " ، أَيِ : اتْرُكُوهُ وَلَا تَتَعَرَّضُوا لَهُ ، وَهَذَا مِنْ غَايَةِ حِلْمِهِ وَحُسْنِ خُلُقِهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَوْلُهُ : " فَإِنَّ nindex.php?page=treesubj&link=24491_18514لِصَاحِبِ الْحَقِّ مَقَالًا ، يَعْنِي : صَوْلَةَ الطَّلَبِ وَقُوَّةَ الْحُجَّةِ لَكِنْ عَلَى مَنْ يَمْطُلُ أَوْ يُسِيءُ الْمُعَامَلَةَ ، وَأَمَّا مَنْ أَنْصَفَ مِنْ نَفْسِهِ ، فَبَذَلَ مَا عِنْدَهُ ، وَاعْتَذَرَ عَمَّا لَيْسَ عِنْدَهُ ، فَلَا تَجُوزُ الِاسْتِطَالَةُ عَلَيْهِ بِحَالٍ . قَوْلُهُ : " إِلَّا أَمْثَلَ " تَقْدِيرُهُ : لَا نَجِدُ سِنًّا إِلَّا سِنًّا أَمْثَلَ ، أَيْ : أَفْضَلَ مِنْ سِنِّهِ . وَقَالَ nindex.php?page=showalam&ids=15350الْمُهَلَّبُ : مَنْ آذَى السُّلْطَانَ بِجَفَاءٍ وَشَبَهِهِ ، فَإِنَّ لِأَصْحَابِهِ أَنْ يُعَاقِبُوهُ وَيُنْكِرُوا عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَأْمُرْهُمُ السُّلْطَانُ بِذَلِكَ .