بسم الله الرحمن الرحيم
20- سورة طه .
مكية أخرج النحاس ، وابن مردويه ، عن ابن عباس قال : نزلت سورة طه بمكة .
وأخرج ابن مردويه ، عن ابن الزبير قال : نزلت سورة " طه " بمكة .
وأخرج الدارمي ، وابن خزيمة في " التوحيد " والعقيلي في " الضعفاء " والطبراني في " الأوسط " ، وابن عدي ، وابن مردويه ، والبيهقي في " الشعب " عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن الله تبارك وتعالى قرأ " طه " و " يس " قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام، فلما سمعت الملائكة القرآن قالت : طوبى لأمة ينزل عليها هذا، وطوبى لأجواف تحمل هذا، وطوبى لألسنة تتكلم بهذا .
وأخرج الديلمي عن أنس ، عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه .
وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : أعطيت [ ص: 153 ] السورة التي ذكرت فيها " الأنعام " من الذكر الأول، وأعطيت " طه " و " الطواسين " من ألواح موسى، وأعطيت فواتح القرآن وخواتيم " البقرة " من تحت العرش، وأعطيت المفصل نافلة .
وأخرج ابن مردويه عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : كل قرآن يوضع عن أهل الجنة فلا يقرءون منه شيئا إلا سورة " طه " و " يس " فإنهم يقرءون بهما في الجنة .
قوله تعالى : طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى الآية
أخرج ابن المنذر ، وابن مردويه ، والبيهقي في " شعب الإيمان " ، وابن عساكر ، عن ابن عباس : أن النبي صلى الله عليه وسلم أول ما نزل عليه الوحي كان يقوم على صدر قدميه إذا صلى، فأنزل الله : طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى .
وأخرج ابن مردويه ، وابن جرير ، عن ابن عباس قال : قالوا : لقد شقي هذا الرجل بربه، فأنزل الله : طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى .
وأخرج ابن عساكر ، عن ابن عباس قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يربط نفسه بحبل كي لا ينام، فأنزل الله : طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى .
[ ص: 154 ] وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يربط نفسه ويضع إحدى رجليه على الأخرى، فنزلت : طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى .
وأخرج البزار بسند حسن عن علي قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم يراوح بين قدميه ، يقوم على رجل، حتى نزلت : طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى .
وأخرج ابن مردويه عن علي قال : لما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم : يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا [ المزمل : 1 ، 2 ] قام الليل كله حتى تورمت قدماه، فجعل يرفع رجلا ويضع رجلا فهبط عليه جبريل فقال : ( طه ) يعني : طأ الأرض بقدميك يا محمد : ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى وأنزل : فاقرءوا ما تيسر من القرآن [ المزمل : 20 ] .
وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر عن الربيع بن أنس قال : كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى قام على رجل ورفع الأخرى، فأنزل الله : ( طه ) يعني طأ الأرض يا محمد : ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى .
[ ص: 155 ] وأخرج ابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : طه قال : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ربما قرأ القرآن إذا صلى، فقام على رجل واحدة، فأنزل الله : ( طه ) برجليك : ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى .
وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك قال : لما أنزل الله القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم قام به وأصحابه، فقال كفار قريش : ما أنزل هذا القرآن على محمد إلا ليشقى به ، فأنزل الله : طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى .
وأخرج ابن أبي حاتم ، والطبراني ، وابن مردويه ، عن ابن عباس في قوله : طه قال : يا رجل .
وأخرج الحارث بن أبي أسامة ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ( طه ) بالنبطية أي : طأ يا رجل .
وأخرج عبد بن حميد ، وابن أبي حاتم ، عن ابن عباس في قوله : ( طه ) قال : هو كقولك : افعل .
وأخرج ابن جرير ، وابن مردويه ، عن ابن عباس قال : ( طه ) بالنبطية؛ يا رجل .
[ ص: 156 ] وأخرج ابن أبي شيبة عن عكرمة قال : طه يا رجل بالنبطية .
وأخرج ابن أبي شيبة عن الضحاك قال : ( طه ) يا رجل بالنبطية .
وأخرج ابن جرير ، عن ابن عباس قال : طه يا رجل بالسريانية .
وأخرج الحاكم ، عن ابن عباس في قوله : طه قال : هو كقولك : يا محمد بلسان الحبش .
وأخرج ابن أبي شيبة ، وعبد بن حميد ، وابن أبي حاتم عن عكرمة في قوله : طه قال : هو كقولك : يا رجل : بلسان الحبشة .
وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح في قوله : طه قال : كلمة عربت .
وأخرج ابن أبي حاتم عن مجاهد قال : طه فواتح السور .
وأخرج عن محمد بن كعب : طه قال : الطاء من ذي الطول .
وأخرج ابن مردويه عن أبي الطفيل قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن لي عند ربي عشرة أسماء . قال أبو الطفيل : حفظت منها ثمانية : محمد ، وأحمد وأبو القاسم والفاتح والخاتم والماحي والعاقب والحاشر وزعم سيف أن أبا [ ص: 157 ] جعفر قال : الاسمان الباقيان : ( طه ) و ( يس ) .
وأخرج الحاكم وصححه، وابن مردويه ، عن زر قال : قرأ رجل على ابن مسعود : طه مفتوحة . فأخذها عليه عبد الله : ( طه ) مكسورة فقال له الرجل : إنما يعني ضع رجلك ، فقال عبد الله : هكذا قرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهكذا أنزلها جبريل .
وأخرج ابن عساكر عن عائشة قالت : أول سورة تعلمتها من القرآن : طه وكنت إذا قلت : طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى قال النبي صلى الله عليه وسلم : لا شقيت يا عائش .
وأخرج البيهقي في " الدلائل " عن أبي صالح ، عن ابن عباس في قوله : طه ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى قال : يا رجل، ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى . وكان يقوم الليل على رجليه، فهي لغة لعك؛ إن قلت لعكي : يا رجل، لم يلتفت، وإذا قلت : طه التفت إليك .
وأخرج عبد بن حميد عن قرة بن خالد قال : سمعت الضحاك، وقال رجل من بني مازن بن مالك : ما يخفى علي شيء من القرآن . وكان قارئا للقرآن [ ص: 158 ] شاعرا، فقال له الضحاك : أنت تقول ذلك؟ أخبرني ما : طه قال : هي من أسماء الله الحسنى ، نحو : " طسم " و " حم " فقال الضحاك : إنما هي بالنبطية : يا رجل .
وأخرج ابن المنذر ، وابن مردويه ، عن ابن عباس قال : طه قسم أقسمه الله وهو من أسماء الله .
وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، وابن أبي حاتم عن مجاهد في قوله : ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى يقول : في الصلاة، هي مثل قوله : فاقرءوا ما تيسر منه [ المزمل : 20 ] قال : وكانوا يعلقون الحبال بصدورهم في الصلاة .
وأخرج عبد بن حميد ، وابن المنذر ، عن قتادة : ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى قال : لا والله، ما جعله الله شقيا، ولكن جعله رحمة ونورا ودليلا إلى الجنة : إلا تذكرة لمن يخشى قال : إن الله أنزل كتابه، وبعث رسله رحمة يرحم بها العباد؛ ليتذكر ذاكر، وينتفع رجل بما يسمع من كتاب الله، وهو ذكر أنزل الله فيه حلاله وحرامه .


