المسألة السابعة : قال صلى الله عليه وسلم : " السنة أن يسلم الراكب على الماشي ، وراكب الفرس على راكب الحمار ، والصغير على الكبير ، والأقل على الأكثر ، والقائم على القاعد " .
وأقول : أما الأول فلوجهين :
أحدهما : أن الراكب أكثر هيبة فسلامه يفيد زوال الخوف .
والثاني : أن التكبر به أليق ، فأمر بالابتداء بالتسليم كسرا لذلك التكبر ، وأما أن القائم يسلم على القاعد فلأنه هو الذي وصل إليه ، فلا بد وأن يفتتح هذا الواصل الموصول بالخير .
المسألة الثامنة : السنة في السلام الجهر لأنه أقوى في إدخال السرور في القلب .
المسألة التاسعة : السنة في السلام الإفشاء والتعميم لأن في التخصيص إيحاشا .
المسألة العاشرة : المصافحة عند السلام عادة الرسول صلى الله عليه وسلم ، قال عليه الصلاة والسلام : " إذا تصافح المسلمان تحاتت ذنوبهما كما يتحات ورق الشجر " .
المسألة الحادية عشرة : قال أبو يوسف : من قال لآخر : أقرئ فلانا عني السلام وجب عليه أن يفعل .
المسألة الثانية عشرة : إذا استقبلك رجل واحد فقل سلام عليكم ، واقصد الرجل والملكين فإنك إذا سلمت عليهما ردا السلام عليك ، ومن سلم الملك عليه فقد سلم من عذاب الله .
المسألة الثالثة عشرة : إذا دخلت بيتا خاليا فسلم ، وفيه وجوه :
الأول : أنك تسلم من الله على نفسك .
والثاني : أنك تسلم على من فيه من مؤمني الجن .
والثالث : أنك تطلب السلامة ببركة السلام ممن في البيت من الشياطين والمؤذيات .
المسألة الرابعة عشرة : السنة أن يكون المبتدئ بالسلام على الطهارة ، وكذا المجيب . روي أن واحدا سلم على الرسول صلى الله عليه وسلم وهو كان في قضاء الحاجة ، فقام وتيمم ثم رد السلام .
المسألة الخامسة عشرة : السنة إذا التقى إنسانان أن يبتدرا بالسلام إظهارا للتواضع .


