[ ص: 1127 ] 201 - [ فصل ]
المذهب السادس : أنهم خدم أهل الجنة ، ومماليكهم معهم بمنزلة أرقائهم ، ومماليكهم في الدنيا :
وهذا مذهب سلمان ، واحتج هؤلاء بما رواه يعقوب بن عبد الرحمن القارئ عن أبي حازم
[ المدني ] ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " سألت ربي اللاهين من ذرية البشر ألا يعذبهم ، فأعطانيهم ، فهم خدم أهل الجنة " يعني الصبيان .
قال الدارقطني : ورواه عبد العزيز الماجشون ، عن ابن المنكدر ، عن يزيد الرقاشي ، عن أنس .
فهذان طريقان ، وله طريق ثالث عن فضيل بن سليمان ، عن عبد الرحمن بن إسحاق ، عن الزهري ، عن أنس .
قال ابن قتيبة : اللاهون من " لهيت عن الشيء " إذا غفلت عنه ، وليس هو من " لهوت " ، وهذا الحديث ضعيف ، فإن يزيد الرقاشي واه ، [ ص: 1128 ] وعبد الرحمن بن إسحاق ضعيف ، وأما فضيل بن سليمان فينظر فيه .
وقال محمد بن نصر المروزي : حدثنا سعد بن مسعود ، ثنا الحجاج بن
[ نصير ] ، حدثنا مبارك بن فضالة ، عن علي بن زيد ، عن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في أولاد المشركين ، قال : " خدم أهل الجنة " .
[ ص: 1129 ] حدثنا عيسى بن مساور ، ثنا الوليد بن مسلم ، عن عبد الرحمن بن حسان الكناني ، أخبرنا محمد بن المنكدر ، عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : " سألت ربي اللاهين من ذرية البشر ألا يعذبهم ، فأعطانيهم " ، وهذا طريق رابع لحديث أنس فينظر في [ ص: 1130 ] عبد الرحمن بن حسان هذا .
وقال محمد بن نصر : ثنا أبو كامل ، ثنا أبو عوانة ، عن
[ قتادة ] ، عن أبي
[ مراوح ] ، عن سلمان قال : " أطفال المشركين خدم أهل الجنة " .
[ ص: 1131 ] حدثنا عمرو بن زرارة ، ثنا إسماعيل ، عن سعيد ، عن قتادة ، عن أبي
[ مراوح ] قال : قال سلمان : " ذراري المشركين خدم أهل الجنة " .


