الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

من صرف المال الخبيث في حاجة نفسه

السؤال

إنني منذ خمسة أشهر اشتركت بسحب مسابقة، وهي عبارة عن مسا بقة تعتمد على الحظ فبالتالي يسحب الشخص ورقة ويختار منها ستة أرقام ثم في نهاية الأسبوع يتم السحب فإذا تطابقت أرقام السحب مع الأرقام التي اختارها الشخص فإنه يربح مبلغا من المال هذا باختصار عن كيفية هذه المسابقة. فإنني كما قلت سابقا اشتركت وقد تطابقت معي خمسة أرقام فربحت مبلغا من المال وقد تصرفت في ذلك المال من ملبس ومشرب ومأكل وقد أنفقت أيضا قسما من المال على الزكاة.
فسؤالي هو عن المال الذي ربحته وتصرفت فيه كما وضحت سابقا فهل هذا المال حلال أم أنني آثم لتصرفي بهذا المال؟أفتوني في هذه المسالة ولكم كل الشكر.

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فإذا كنت قد دفعت مالاً ولو قلَّ لدخول هذه المسابقة فانها قمار محرم، والمال الحاصل منها مال خبيث يحرم عليك تملكه، وإنما سبيله يصرف في مصالح المسلمين العامة، أو يعطى للفقراء والمحتاجين. جاء في الاختيار لتعليل المختار لعبد الله بن مودود الموصلي الحنفي:

«‌وَالْمِلْكُ ‌الْخَبِيثُ ‌سَبِيلُهُ ‌التَّصَدُّقُ ‌بِهِ، ‌وَلَوْ ‌صَرَفَهُ فِي حَاجَةِ نَفْسِهِ جَازَ. ثُمَّ إِنْ كَانَ غَنِيًّا تَصَدَّقَ بِمِثْلِهِ، وَإِنْ كَانَ فَقِيرًا لَا يَتَصَدَّقُ.» انتهى.

وعليه؛ فإذا كان يصدق عليك وصف الفقر فلا يطلب منك أن تتصدق بمثل ما أنفقت على نفسك منذلك المال المكتسب من القمار، وإن كنت غنياً تصدقت بقدر ما أنفقته على نفسك منه على الفقراء والمساكين.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني