الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

جواز رقية غير المسلم بالقرآن الكريم بالقراءة أو السماع

السؤال

لديّ صديق غير مسلم، ويواجه أمورًا يُحتمل أن تكون متعلّقة بالجن. وأرغب في معرفة ما إذا كان بإمكانه تشغيل آيات من القرآن الكريم بقصد الحماية.
أشعر بالقلق من أن ذلك قد لا ينفعه بسبب عدم إيمانه، بل وربما يزداد الأمر سوءًا، أو يتسبّب في إثارة الجن عليه. فهل يُعدّ آمنًا أن يستخدم غير المسلم آيات من القرآن للحماية من الجن؟ أم إن ذلك قد يُلحِق به ضررًا؟ وما هو التصرف الصحيح في مثل هذه الحالة؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فرقية غير المسلم بالقرآن جائزة، سواء كان بقراءة عليه، أو تشغيل آيات من القرآن بقصد الشفاء، أو الحماية من الجن، فقد ثبت عن جماعة من الصحابة أنهم رقوا غير المسلمين بآيات من القرآن، ونفعهم الله بذلك، مع أنهم لم يكونوا مؤمنين، كما هو مبيّن في الفتويين: 347410، 20083.

فإذا تأكد أن صديقك (غير المسلم) مصاب بأمراض لها تعلق بالجن، فلا بأس بأن يستعين بسماع القرآن للحماية من الجن، ولا دليل على أن سماع القرآن قد يسبب ضررًا، أو إثارة للجن على المريض، بل على العكس من ذلك، فالقرآن كلام الله تعالى، وتأثيره فعّال في طرد الجن والشياطين، وبث السكينة والطمأنينة في قلب المريض، وقد ينفعه الله بذلك فيشفى، ويرجى أن يكون مرغبًا له في الإسلام.

قال ابن القيم في مدارج السالكين: تضمّن هذا الحديث حصول شفاء هذا اللديغ بقراءة الفاتحة عليه، فأغنته عن الدواء، وربما بلغت من شفائه ما لم يبلغه الدواء. هذا مع كون المحل غير قابل، إما لكون هؤلاء الحي غير مسلمين، أو أهل بخل ولؤم، فكيف إذا كان المحل قابلاً. اهـ.

والتصرف الصحيح يكون في دعوته للإسلام، وبيان أن الدواء الناجع في هذه الأمراض شفاء ووقاية هو القرآن الكريم، مع توجيهه إلى اجتناب الأسباب المؤدية لتسلط الجن عليه.

ويمكنك أيضًا أن توجهه إلى شخص موثوق متخصص في التعامل مع مثل هذه الحالات، لمتابعته، وتوجيهه بما يلزم. وراجع لمعرفة المزيد حول اتخاذ المسلم الكافر صديقًا له الفتوى: 94121.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المقالات

الصوتيات

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني