الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يُشرع الدعاء على المقصر في صلة رحمه؟

السؤال

أنا أرملة، وأعيش بمفردي في كندا، وليس لدي أولاد. أخي الوحيد يعيش في مصر مع أولاده وأحفاده. طلبتُ منه أن يسأل عني ويتحدث معي من وقتٍ لآخر؛ لأنني أحيانًا أشعر بالوحشة، فأنا غريبة. لكنه لا يسأل ولا يهتم، بل عندما يكلّمني أشعر وكأنه يتمنى لي الشر. فهل يجوز لي الدعاء عليه؟

الإجابــة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:

فنسأل الله تعالى أن يؤنس وحشتك، ويرحم غربتك، ويصلح الحال بينك وبين أخيك، ونوصيك بالصبر، وكثرة الدعاء والذكر، ليهدأ بالك، وينشرح صدرك، فقد قال تعالى: الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ [الرعد: 28].

ولا شك في أنه ينبغي لأخيك أن يحرص على التواصل معك، وتفقد حالك، والسؤال عنك، خاصة وأنك قد طلبتِ منه ذلك، ولكن مجرد عدم تواصله معك، أو تقصيره في صلتك، لا يسوغ لك الدعاء عليه، بل الأولى دعاؤك له بخير، وأن يصلح الله الحال بينك وبينه، وابذلي له النصح بالحسنى، وذكّريه بالرحم التي بينك وبينه، أو وسطي من يكلمه في هذا الأمر ممن لهم وجاهة عنده، ويغلب على ظنك أن ينتفع بنصحه.

وإن كان يبادر أحيانًا بالاتصال عليك، فهذا أمر طيب، وهذا يعتبر نوعًا من الصلة، قال القاضي عياض: وللصلة درجات بعضها أرفع من بعض، وأدناها ترك المهاجرة، وصلتها بالكلام ولو بالسلام، ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة، فمنها واجب، ومنها مستحب، ولو وصل بعض الصلة ولم يصل غايتها لا يسمى قاطعاً، ولو قصر عمّا يقدر عليه وينبغي له أن يفعله لا يسمى واصلاً. انتهى.

وشعورك بأنه ربما يتمنى لك الشر، قد يكون متوهمًا، بناء على ما ترين منه من تقصير في التواصل والسؤال عنك، والأصل إحسان الظن بالمسلم، وحمل أمره على أحسن حال، حتى يتبين منه خلاف ذلك.

وننصحك بالبحث عن رجل صالح للزواج منه، ليعينك في دينك ودنياك، ولا حرج شرعاً في أن تبحث المرأة عن الرجل الصالح ليتزوجها، أو تعرض نفسها عليه في حدود الضوابط الشرعية، كما هو مبين في الفتوى: 138279.

والله أعلم.

مواد ذات صلة

الفتاوى

المكتبة

بحث عن فتوى

يمكنك البحث عن الفتوى من خلال البريد الإلكتروني