السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في الـ 16 من عمري، أدرس في الصف الأول الثانوي، متفوق ومن الأوائل على المدرسة -ولله الحمد-، لكنني أعاني من الانطوائية والعزلة والخجل من الناس، منذ أن عرفت نفسي لا أعرف إلا المنزل والمدرسة والمسجد، ففي المدرسة ليس لدي أصدقاء، ويذمني الكثير من الطلاب في المدرسة بسبب هذه المشكلة، ويسخرون مني في بعض الأحيان، لا أجد منهم شخصاً يفهمني، ويتوقعون أنني مرتاح وأنا أجلس لوحدي، بينما الواقع عكس ذلك، لا يتحدثون معي في العادة إلا لمصالحهم الشخصية، مثل طلب قلم، حل واجب، غش في الاختبار، إلخ.
عندما يمدحني أحد لا أعرف كيف أرد عليه، إلا بمجرد ابتسامة، وعندما يتحدث معي لا أعرف بماذا أرد عليه، ويقول لي البعض عندما يجلس معي: لماذا لا تتحدث؟ وأرتبك ولا أدري ماذا أقول! صوتي خافت عندما أتحدث، وأخجل أن أرفع صوتي للرد على الأشخاص البعيدين، أكره وأخجل من الخروج للفسحة؛ لأني لا أعلم إلى ماذا وأين أذهب، ولا أريد أن يراني الناس لوحدي.
أما في البيت فأحب الهدوء، بعكس إخواني تماماً، حتى أنني أطردهم، وأطلب منهم الهدوء وعدم الإزعاج، عندما يأتون أو يلعبون في الغرفة التي أجلس فيها، وأطلب أن يخفضوا صوت التلفاز، وبالنسبة لأبي، فهو غالباً ما يكثر من اللوم والصراخ واللعن، لأتفه الأسباب، مثل إطفاء المصابيح والمكيف والأجهزة الكهربائية، أو عند تناول الوجبات، وأنا ليس لدي شهية للأكل، ويقول إنني أعانده، ولا أسمع كلامه، ويحاج عليّ بذلك كلما طلبت منه شيئاً.
يأتي إلى المنزل أعمامي شهرياً، وأكره الجلوس وتضييع الوقت معهم، لكن والدي ووالدتي يجبرونني على ذلك ويهددونني، فأضغط على نفسي وأجلس معهم بضع دقائق وأخرج.
عندما أذهب للنوم في بعض الأحيان أجلس أفكر في مشكلتي التعيسة هذه، وأفكر في همومي وأحزاني وأملأ وسادتي بالدموع، أتمنى أن أجد لديكم الحل لهذه المشكلة، التي رافقتني منذ أن كنت طفلاً، وحتى هذه اللحظة.