الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل تغيير نمط الحياة يغني عن الأدوية النفسية؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

سبق وأن أرسلت استشارة عن القلق والتوتر، ورغبتي في زيادة وزني، وكتبتم لي أن آخذ دواء اسمه (ريميرون) وأنا أحس بتوتر شديد، يصل إلى درجة أني أشعر بألم في القلب، ورعشة في اليد، وعادة تقشير الأظافر، وعندما يرن الجوال وأنا نائمة أقوم مفزوعة، وقلبي يظل يدق، ولا أعرف ما السبب!

ولي صديقة صيدلانية تقول: إن الأدوية النفسية سُمٌّ يدخل في الجسم، والحل تغيير نمط الحياة أفضل من الدواء، وعندما يدخل الدواء الجسم قد يؤثر على شيء آخر في الجسم، وهي تتحدَّث بشكل عام عن الأدوية النفسية، فما رأي فضيلتكم في هذا؟ وهل تغيير نمط الحياة يغني عن الدواء ويقلل من التوتر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ .. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في إسلام ويب مجددًا، ونقول لك بأن الرزمة العلاجية لها عدة مكونات، فهنالك المكوّن النفسي، والسلوكي، والمكوّن الدوائي.

أمَّا بالنسبة لتغيير نمط الحياة؛ فلا شك أنه أمر جيد، وهذا يشتمل على إدارة الوقت بصورة جيدة، والإكثار من التواصل الاجتماعي، وممارسة الرياضة، وممارسة تمارين الاسترخاء، وأن ينظر الإنسان دائماً إلى نفسه بصورة إيجابية، وأن يحاول أن تكون له رفقة طيبة.

هذا كله يساعد لا شك في هذا، ولكن تبقى القضية الأخرى وهي القضية الأساسية، وهي أن القلق والتوتر والأمراض المشابهة اتضح الآن وبما لا يدع مجالاً للشك أن هنالك متغيرات بيولوجية تحدث في داخل الدماغ هي التي تؤدي بدرجة كبيرة إلى ظهور هذه الأعراض.

وبناءً على ذلك، وما دام هناك تغيُّر كيميائي؛ فهذا لا يمكن تصحيحه إلا بوسائل كيميائية أو بيولوجية، وأعني بهذا تناول الأدوية.

ومع احترامي الشديد لما ذكرته لك الصديقة الصيدلانية، فأقول لك: هذه الأدوية -مثل الريميرون، Remeron- أدوية حديثة ومتميزة، وفاعلة، وغير إدمانية، وأعتقد أنه من الظلم أن نصفها بالسّمِّ..؛ هذه الأدوية قد أفادت الناس وغيَّرت حياتهم، والدواء لا يوصف ولا يعطى إلَّا على أدلة قائمة على البرهان العلمي القطعي.

فأرجو أن تأخذي الوصفة العلاجية كاملة، بجوانبها السلوكية والنفسية، وكذلك الدوائية، ونحن هنا في إسلام ويب حريصون جدًّا على عدم وصف أي دواء نفسي نعرف أنه يُسبب الإدمان أو التعوّد، أو تكون له أضرار على أعضاء الجسم المختلفة.

فعلى بركة الله تناولي الدواء، وأنا أعرف تمامًا أنه ذو قيمة عالية، وسوف يفيدك كثيرًا، وأتفق تمامًا مع صديقتك أن تغيير نمط الحياة أيضًا سيكون له عائد إيجابي على صحتك، ولكن لا أعتقد أنه سيكون كافيًا.

ختامًا: نشكرك على تواصلك معنا، ونسعد باستشاراتك والإجابة عليها.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً