السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من التبول اللاإرادي أثناء النوم، ولا أشعر بذلك أثناء التبول، ولكن عندما أستيقظ أتفاجأ بأنني تبولت على السرير.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من التبول اللاإرادي أثناء النوم، ولا أشعر بذلك أثناء التبول، ولكن عندما أستيقظ أتفاجأ بأنني تبولت على السرير.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فقد ذكرت أنك تتبول على نفسك في أثناء النوم، وهذا يسمى بالتبول اللاإرادي الليلي، وكنتُ أريد أن أعرف هل هذا التبول بدأ معك منذ فترة قريبة، أم هو أمر مستمر معك منذ وقت طويل، من أيام الطفولة الأولى مثلًا؟
الهدف من معرفة هذه المعلومات، هو أن التبول اللاإرادي يقسم إلى تبول لا إرادي أولي، وإلى تبول لا إرادي ثانوي، والمقصود بأولي: أن الإنسان معه عادة التبول الليلي منذ أن كان صغيرًا، واستمرت معه حتى الوقت الحاضر.
أما التبول اللاإرادي الثاني: فهو التبول الذي يكون الإنسان قد اكتسبه أو حدث له بعد أن كان لا يتبول ليلًا، مثلًا من عمر الثانية أو الثلاثة، غالبًا معظم الأطفال لا يتبولون ليلًا، ويستمر الطفل على هذا الوضع، والبعض قد يأتيه تبول لاإرادي في مرحلة لاحقة من العمر، هذا نسميه بالتبول الثانوي.
والتبول الثانوي لا يدل أنه يوجد أي مرض في الجسم، ربما يكون ناتجًا فقط من الكسل، أو من عادة سيئة، أو من قلق، أو التهابات مجرى المسالك البولية، هذه هي الأسباب الشائعة.
أما التبول اللاإرادي الأولي، فهنا لابد أن نتأكد أنه لا يوجد خلل في الجهاز العصبي، أو في الجهاز البولي، وعمومًا أنا أعتبر حالتك حالة غير عضوية، وأنصحك باتباع الآتي:
1- حاول أن تمسك البول في أثناء النهار، أمسك البول حتى تحس بالألم، والهدف من ذلك أن تجمع البول في المثانة، وهو الكيس الذي يحتوي على البول يعطي المثانة فرصة للاتساع، وحين تتسع المثانة سوف تستوعب كمية أكبر من البول ليلًا.
2- يجب أن لا تشرب المشروبات التي تزيد من إدرار البول بعد الساعة السادسة مساءً، ومن أهم هذه المشروبات: البيبسي، الكولا، الحليب، الشاي، القهوة، الشوكولاتة، فهذه يجب أن تتجنبها تمامًا.
3- لا بد أن تفرغ مثانتك إفراغًا كاملًا قبل النوم، وأريد هنا أن أوجه لك نصيحة، وهي حين تذهب إلى الحمام بعد أن ينقطع البول، وانتظر قليلًا في دورة المياه، وحاول أن تدفع البول، هذا -إن شاء الله- يجعل أي بقايا متبقية في المثانة تخرج، وهذا مهم وضروري جدًا.
4- أنصحك بأذكار النوم؛ لأنها مهمة وضرورية، -وإن شاء الله- تجعلك تنام نومًا هادئًا وسعيدًا.
5- أريدك أن تمارس الرياضة، مثل رياضة المشي، أو الجري، كرة القدم، هذه كلها تقوي من عضلات البطن، وتجعل التحكم في البول ليلًا أمرًا سهلًا.
في بعض الأحيان نصف أدوية، ومن هذه الأدوية دواء يعرف تجاريًا باسم (تفرانيل Tofranil)، ويعرف علميًا باسم (امبرمين Imipramine)، هو دواء جيد وممتاز، وجرعته في البداية 10 مليجرام يوميًا، يفضل تناولها ليلًا، وبعد ذلك ترفع الجرعة إلى 25 مليجرامًا ليلًا لمدة أربعة أشهر، ثم بعد ذلك يمكنك التوقف عن تناول الدواء.
لا شك أن أمر الدواء يجب أن تستشير فيه والديك، وأنا أكون سعيدًا جدًا إذا عرضت عليهم هذه الإجابة التي أرسلناها لك، وأيضًا أطلب من والديك أن تذهب إلى الطبيب ليقوم بإجراء فحوصات أولية، مثل: فحص البول؛ لأن وجود أي التهابات أو أملاح لا بد أن يعالج؛ لأن ذلك يساعد كثيرًا في علاج التبول اللاإرادي.
أنا لا أريدك أبدًا أن تحس بأي نوع من الخجل، أو عقدة الذنب، أو شيء من هذا القبيل حول هذا السلوك؛ لأن الخجل الشديد والشعور بتأنيب الضمير بشدة؛ ربما يزيد القلق لديك، وهذا يؤدي إلى التبول اللاإرادي، ولكن أريدك أن تكون جادًا، وأن تكون مجتهدًا في أن تتخلص من هذه العادة، وعليك بالبعد عن الكسل، وكن مثابرًا في دراستك، وكون صدقات طيبة، وأحسبك -أيها الابن الكريم- محافظًا على صلواتك، وعلى تلاوة القرآن، وأرجو أن تذهب إلى مراكز التحفيظ.
قد تتساءل: ما علاقة ذلك بالتبول؟ أقول لك: هنالك علاقة كبيرة؛ لأن الإنسان حين يتزود بالعلم ويتزود بالدين، ويقوي شخصيته، ويكون محبوبًا وسط الآخرين، وتكون له صداقات من الناس الجيدين والطيبين، هذا يقوي الشخصية، ويقلل القلق، ويرفع من شأن الإنسان، وهذا بصورة غير مباشرة -إن شاء الله- يؤدي أيضًا إلى إيقاف هذا التبول اللاإرادي، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.
وبالله التوفيق.