السؤال
السلام عليكم.
أعمل في المستشفى بنظام غير مريح، ليلاً ونهارًا، وأحيانًا أعود من العمل في أوقات متأخرة من الليل، ولا أجد من يوصلني إلى المنزل، فأضطر إلى الاتصال بمواصلات خاصة مع رجال لا أعرفهم، وأيضًا في النهار أتنقل بمواصلات مختلطة، وهذا يسبب لي قلقًا شديدًا، وبكاءً في بعض الأحيان، وأصبحت أشعر بإرهاق نفسي كبير بسبب طبيعة العمل، والاختلاط، والتعب المتواصل، والخوف أثناء التنقل.
في الفترة الأخيرة بدأت أدعو الله أن يرزقني زوجًا صالحًا يعينني على طاعة الله، حتى أستقر في البيت، وأتفرغ لشؤوني الأسرية، ويكون سببًا في استقراري وسكينتي، لكنني أتساءل: هل هذا الدعاء يعتبر كفرًا بالنعمة، أو عدم رضا بالرزق الذي قسمه الله لي؟
كنت من قبل أؤمن أن المرأة سلاحها هو عملها، وكنت أدعو الله بحرارة حتى يرزقني هذا العمل، وفعلاً استجاب الله لي، لكن بعد مرور الوقت تغيرت مشاعري تمامًا، وأصبحت لا أطيق عملي، وأشعر بضيق شديد كلما تذكرت أن عليّ الذهاب إليه.
أنا مؤمنة بأن الله على كل شيء قدير، وأقوم بكل ما أستطيع من أعمال تقوي الإيمان، مثل: قيام الليل، والتهجد، والاستغفار، لكن رغم ذلك لا يزال القلق والخوف يلازمانني، ولا أستطيع ترك عملي الآن؛ لأنني درست وتعبت كثيرًا من أجله.
لقد حلّ الشك في قلبي: هل ما أدعو به ليس من نصيبي؟ هل أنا أتوهّم، أو أطلب شيئًا لم يقدّره الله لي؟ لأنني في كل مرة أقرر التوقف عن الدعاء أجد نفسي مندفعةً إليه أكثر، أقف بين يدي الله بقلب أقوى، وألحّ أكثر، وكأن الدعاء يجذبني إليه رغم خوفي وحيرتي.
أصبحت حائرةً جدًا، والقلق يحيط بي من كل جانب، وأشعر أحيانًا بقلة الصبر من كثرة الانتظار والتعب النفسي.
زاد عليّ القلق أكثر بسبب تأخر استجابة الدعاء، مع أنني أعلم أن الله حكيم، ولا يرد دعاء عبده، ولكنني متعبة نفسيًا وجسديًا، وأحيانًا أشعر أن قلبي لا يحتمل هذا الانتظار، فماذا أفعل؟ وهل هذا الشعور بالضيق والشك والقلق يدل على ضعف إيماني، أو عدم الرضا بما كتبه الله لي؟ وكيف أجد راحة قلبي وسكينة نفسي وأنا بين نارين: نار الرغبة في الراحة والاستقرار، وتكوين أسرة، ونار الخوف من أن أكون غير شاكرة لما أنعم الله به عليّ؟
ماذا أفعل؟ وهل تغير رغبتي من العمل إلى الاستقرار في البيت يعتبر سوء ظن أو نقص إيمان؟
جزاكم الله خيرًا، وأرجو منكم الدعاء لي، والتوجيه والنصح.