السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو الإفادة بخصوص دواء سيردولكت، ما هي إيجابياته، وسلبياته، وآثاره الجانبية؟
علمًا بأني أستخدمه للأعراض الذهانية (الفصام)، وهل هناك دواء لأعراض الفصام قليل الآثار الجانبية؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أرجو الإفادة بخصوص دواء سيردولكت، ما هي إيجابياته، وسلبياته، وآثاره الجانبية؟
علمًا بأني أستخدمه للأعراض الذهانية (الفصام)، وهل هناك دواء لأعراض الفصام قليل الآثار الجانبية؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،
فإن دواء سيردولكت يعرف علميًا باسم: (سيرت اندول Sert ndole)، وهذا الدواء تنتجه شركة (لون بك) الدنماركية، وهي شركة أدوية معروفة، وتركز كل أبحاثها حول الجهاز العصبي وأمراضه.
هذا الدواء أُدخل لأسواق الدواء قبل اثنتي عشرة سنة تقريبًا، ولكن تم سحبه من الأسواق الدوائية، وذلك بعد ما ذُكر أنه قد يؤدي إلى خلل بسيط في كهرباء القلب، قد يضر ببعض كبار السن، أو الأشخاص الذين يعانون من أمراض عضوية، مثل: تصلب الشرايين، أو ضغط الدم، أو السكر مثلاً.
والشركة انزعجت لهذا الأمر، ولكنها أُجبرت على سحب الدواء، ومن ثم أخضعت الدواء لأبحاث دقيقة مرةً أخرى، واتضح أن الكلام الذي ذُكر حول تأثير الدواء على القلب لم يكن دقيقًا، ولم يكن صحيحًا، ومن ثم أُعيد إدخال الدواء إلى الأسواق الدوائية مرةً أخرى قبل ثلاث سنوات تقريبًا، وشركات الأدوية تخاف من المساءلة القانونية، وبالطبع إعادة الدواء للاستعمال مرةً أخرى كانت على أسس علمية دقيقة، وقد صُرح وصُدق للشركة من الجهات العالمية بأن الدواء سليم.
أخي الكريم: هذه نبذة تاريخية مهمة؛ لأن الكثير من الناس الذين يعرفون أن هذا الدواء قد سُحب من الأسواق ثم أُعيد قد يسبب لهم بعض اللبس، وبعض القلق حول سلامة هذا الدواء.
إذًا الخلاصة: أن الدواء سليم، والدواء يُستعمل لعلاج مرض الفصام، ويتميز هذا الدواء بأنه يتحكم بصورة ممتازة في الأعراض الذهانية، أيًّا كانت هذه الأعراض: كالاضطراب في الأفكار، ووجود هلاوس سمعية، أو نظرية، أو شمِّية، والأفكار الظنانية أيضًا يتم التحكم فيها بصورة جيدة عن طريق هذا الدواء.
والأمر الأهم من ذلك: أن هذا الدواء ذُكر أنه يُحسِّن من التركيز، والقدرات المعرفية لدى مرضى الفصام، وهذه حقيقة مهمة جدًا، وميزة كبيرة لهذا الدواء إذا ثبت ذلك علميًا، وتأتي الأهمية من أن مرض الفصام يؤدي إلى تدهور في قدرة الإنسان المعرفية، وتركيزه، واستيعابه، وهذه من العلل الرئيسية جدًا التي نشاهدها لدى مرضى الفصام، وقد لا يشعر بها المرضى؛ لأنها متفاوتة في شدتها وحدتها، لكنها من الآثار السلبية جدًا لمرضى الفصام.
إذًا هذا الدواء يعتبر من الأدوية التي تتميز بتحسين التركيز، والاستيعاب، والقوة الفكرية، والمعرفية لدى مرضى الفصام، ومن وجهة نظري أن هذا الدواء إذا اخترق هذه العلة، فسيكون ذلك تقدمًا، وفتحًا علميًا كبيرًا.
وأنا قد تعاملت مع هذا الدواء، وإن كان تعاملي معه في نطاق محدود؛ لأن الدواء أعيد طرحه في الأسواق منذ مدة ليست بالبعيدة، كما أني استفسرت كثيرًا من الزملاء حوله، وقد اتضح أنه علاج جيد بالفعل، ومفيد، ويحسن التركيز لدى بعض مرضى الفصام.
بالنسبة لآثاره الجانبية: فإنه ليس له آثار جانبية كثيرة، فقط أنه ربما يؤدي إلى شد عضلي بسيط لدى بعض الناس، إذا كانت الجرعة كبيرةً أكثر من ستة عشر مليجرامًا في اليوم مثلاً، وبعض المرضى يحسون بنوع من الشد في عضلاتهم، وقد يكون هنالك بطء، وعدم مرونة في حركتهم، هذا أثر جانبي بسيط، وليس خطيرًا أبدًا، ودائمًا يعالج إما بتخفيض جرعة الدواء، أو بإعطاء مضادات لهذه العلة، أو الأثر الجانبي، ومن أهم هذه المضادات دواء يعرف علميًا باسم: (بنزكسول Benzohexol)، ويعرف تجاريًا باسم: (آرتين Artane)، وآخر يعرف باسم: (كمادرين Kemadrin)، وهي أدوية جيدة جدًا، يتم إعطاؤها إذا حدث هذا الأثر الجانبي، والذي ليس من الضروري أن يحدث لجميع الذين يتناولون هذا الدواء، أو في جميع الحالات، وكما ذكرت لك فهو مرتبط بالجرعة.
الأثر الثاني للسيردولكت: أنه ربما يفتح الشهية قليلاً لدى بعض المرضى، وفتح الشهية للطعام قد يترتب عنه زيادة في الوزن.
بالنسبة للإناث: فالدواء ربما يؤدي إلى ارتفاع بسيط في هرمون يعرف بهرمون: (البرولاكتين Prolactin)، أو يسمى بهرمون الحليب لدى عامة الناس، اضطراب أو ارتفاع هذا الهرمون بصورة واضحة؛ قد يؤدي إلى شيء من عدم الانتظام في الدورة الشهرية لدى الإناث.
هذا هو الذي أود أن أقوله حول هذا الدواء، وأؤكد لك أنه دواء فاعل وسليم، وأسأل الله تعالى أن ينفعك به، ونشكرك على ثقتك في استشارات إسلام ويب، وعلى تواصلك معنا في هذا الموقع.
وبالله التوفيق.