الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام الصدر والتنميل وعلاقة ذلك بمشاكل العضلات ووضعيات الجلوس الخاطئة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

قبل عامين استيقظت من النوم على ألم شديد ضاغط يمتد من الظهر إلى الصدر من الجهة اليسرى، وذهبت إلى المستشفى، وبعد التخطيط القلبي قالوا: إن القلب سليم، وأن هناك التهابًا في العضلة، وتم إعطائي إبرة موضعية.

بعد شهر، عاودتني الآلام ولكن بشدة أكبر؛ حيث صاحبها حرقة في اليد، وبعد إجراء الرنين المغناطيسي، أخبرني الطبيب: إنني أعاني من ديسك صغير في الرقبة، لكنه لا يؤثر على لوح الكتف، ووصف لي الطبيب أدوية مهدئة، لكن هذه الأدوية سببت لي الدوخة والتقيؤ.

أجريت جميع الفحوصات: تخطيط قلب، سونار للقلب، منظار للمعدة، وراجعت طبيب عضلات وأعصاب، وأكد الجميع أنني سليم من الناحية الجسمية، تم إعطائي دواء "التريبتيزول" لمدة شهر، حيث خف الخدر والحرقة.

الآن، وبعد ترك الدواء لمدة سنة، عاودتني الآلام، ولكن مع خدر يمتد من أعلى رأسي إلى منتصف ظهري، فأجريت الرنين المغناطيسي مرة أخرى، وأخبرني الطبيب: إن وضع الديسك أصبح أفضل نتيجة لممارستي الرياضة.

أنا أعيش حاليًا فترة انتقالية في حياتي، فهل للضغوط النفسية أثر في هذا الخدر؟ وهل يجب أن أتناول التريبتيزول مرة أخرى؟ مع العلم أنني أمارس السباحة ثلاث مرات أسبوعيًا، وأقوم بإجراء فحوصات دورية للدم، للاطمئنان على الغدة والسكر والكوليسترول، وكلها طبيعية، وهل لزيادة فيتامين B12 أعراض؟ حيث لاحظت أنه عند تناول هذا الفيتامين يزداد الخدر.

وشكرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالحمد لله أن التحاليل والصور سليمة، من المهم عند وجود ألم في هذه المنطقة، معرفة الأمور التي تزيد من الألم والأشياء التي تخفف من الألم، فأعراض ديسك الرقبة عادة لا تصل إلى منطقة لوح الكتف، فإن كنت لا تشكين من ألم في الرقبة، فكما قيل لك: إن هذه الأعراض ليست من الديسك الصغير الموجود في الرقبة.

إن كانت الآلام تزداد مع حركة الكتف، أو حركة الجذع، أو تحريك لوح الكتف، فهذا يعني أن الألم مصدره من عضلات جدار الصدر، وهذه العضلات كثيرة في هذه المنطقة:
- فهناك العضلات التي تكون بين لوح الكتف ومنتصف الظهر، وهذه تحرك لوح الكتف إذا أردت إرجاع الذراع للخلف.
- وهناك عضلات في جدار الصدر تحت لوح الكتف، وتمتد إلى الصدر من الجانب، وهناك عدة عضلات تحرك الكتف نفسه، وآلام العضلات تنتشر إلى الصدر من الأمام، بما نسميه انتشار الألم العضلي، وهذا يختلف عن انتشار الألم العصبي الذي يأخذ توزعًا مختلفًا، ويكون حارقًا.

هذه الآلام شائعة جدًا، ويكون سببها في معظم الأحوال هو الوضعية الخاطئة غير الصحية، كأن تميل إلى الأمام كثيرًا، أو تكون العنق مائلة للأمام أثناء العمل على الكمبيوتر، أو أثناء الانهماك بأعمال معينة؛ لذا مهم جدًا معرفة إن كانت هذه الآلام تزداد في نهاية النهار بعد العمل، مما يدلنا على أن الوضعية التي تجلس بها هي السبب، أو إن كنت ممن يجلس مائلًا إلى طرف معين، كأن تستندي إلى مسند.

وبما أنك تعملين كستكرتيرة: فكثير من السكرتيرات يكون الكمبيوتر إلى الجانب، وليس في الأمام تمامًا، وهذا خطأ قد يسبب آلام العضلات، ومن ناحية أخرى: فكثير من السكرتيرات يضعن الهاتف بين الرقبة والكتف، ويتحدثن طويلًا بهذه الوضعية، وهذا خطأ، قد يسبب آلامًا في هذه المنطقة، وبعض السكرتيرات يُملن بجسمهن إلى الأمام أثناء الطباعة، وهذه من أسباب هذه الآلام.

أما الفيتامين ب12: لا يفيد في هذه الحالة؛ لأنه يفيد فقط في حال نقصه، والزيادة منه لا تضر؛ لأن الجسم يطرح الزائد، ولا أرى أن هناك حاجة منه.

يجب عليك تصحيح الوضعية، والعودة لأخذ التربتيزول؛ لأن الضغوط النفسية، بالإضافة للضغوط الجسدية، تزيد من هذه الأعراض، ومتى خفت الأعراض يمكن التوقف عنها بعد عدة أسابيع.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً