الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

رفضت اعتذار ابن خالتي لي ثم ندمت، فكيف أتصرف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي مع ابن خالتي، هو أكبر مني بعام، قبل (5) أعوام كنت معه في الخارج للدراسة، وخلال سنتين حصلت بيننا مشاكل كثيرة جداً، فقد أهانني وجرح كرامتي...إلخ، وفعل معي أشياء سيئة، فقررت مقاطعته، وبعد عام أتى إليّ يتأسف ويعتذر لكني لم أقبل اعتذاره، والآن بعد مرور سنتين بدأت أرى في عينيه نظرة كره وحقد نحوي.

ماذا أفعل؟ الجميع يقول لي: لا تتحدث إليه لأنه أساء إلك كثيراً، وأنا أشعر بتأنيب الضمير لكنه يكرهني، ولا أمتلك الشجاعة كي أذهب إليه وأتحدث معه، وخائف ألا يقبل اعتذاري.

أرشدوني بارك الله فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

إنك أقرب الناس إلى ابن خالتك، وكرامتك من كرامته، وترتفع عليه إذا بادرت بالاعتذار، وعملت على تصفية الموضوع، فبادر إلى الصلح واقطع الطريق على الشيطان، واسمع كلام من يدعوك إلى الخير، لأن في القطيعة ذنب عظيم: (ولا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان فيعرض هذا ويعرض هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام).

أعمال المتهاجرين لا ترتفع إلى الله، ويزداد الإثم والخطورة إذا كانت هناك صلة رحم، كما هو الحال في قصتكم هذه.

علماً بأن الحقد والكره سيزداد وينمو مع كل يوم تستمر فيه القطيعة، ومع كل موقف يذكر بالخلاف وأسبابه، وستتضرر من هذه الخصومة أطراف أخرى من الأسرة، واعلم أن الإنسان ينال بالعفو العز والخير والرفعة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزّاً).

لعلك لاحظت أنه الأكبر، وأنه حاول أن يصالحك ولكنك رفضت، فبادر الآن بطي الصفحة وتذكر أن ابن الخالة لا يستطيع أن يسيء لابن خالته؛ لأنه بذلك يسيء لنفسه فهو منه وإليه.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو ألا تأخذ مساحات الغضب والتوتر والقطيعة أيام العمر الغالية، فالحياة قصيرة، وقد يندم الإنسان كثيراً إذا مات قريبه دون حصول الصلح، ونسأل الله لكما دوام التوفيق، ونتمنى بعد قراءة الإجابة مباشرة أن تأخذ الهاتف وتقول له: عفا الله عما سلف، وما بيننا أكبر من كل شيء، وأنت مأجور بذلك، فإن تردد هو فكرر أنت المحاولات حتى يكون الشيطان هو المخذول.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً