الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

آلام المعدة والصدر نتيجة الارتجاع المريئي وكيفية علاجه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أشكر لكم جهودكم، وأتمنى منكم مساعدتي في تشخيص حالتي.

أنا شاب عمري 19 عامًا، الوزن 65 كجم، والطول 170 سم، أعزب، غير مدخن، أعاني من ألم شديد في فم المعدة، خاصة عند الاستيقاظ من النوم، ويصاحبه ألم في منطقة الصدر، وضيق في التنفس، مع تسارع في النفس، لا أشعر بالراحة منه إلا عند التثاؤب، راجعت طبيبًا سابقًا، ووصف لي الأدوية الآتية، لمدة أسبوعين:
1. أنتوبرال (مرة واحدة صباحًا على الريق).
2. موتينورم (ثلاث مرات يوميًا).
3. استيل سستايين (مرتين يوميًا).

تحسنت الأعراض أثناء فترة العلاج، ولكن بعد الانتهاء عادت الأعراض كما كانت.

هناك بعض الأعراض الإضافية، مثل: الإحساس بسخونة شديدة في الصدر بعد الأكل، وألم في المعدة، وشعور بوجود هواء في الصدر، وصعوبة في البلع، خاصة في أعلى الصدر، شعور دائم بانقباض أو ضيق في الصدر وكأن شيئًا عالقًا فيه.

سؤالي: ما الذي تنصحونني بفعله؟ وهل ينبغي إجراء أشعة تلفزيونية على البطن أو الصدر؟ أرجو منكم توجيهي للطريق الصحيح، وجزاكم الله خيرًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ... حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من خلال الأعراض التي ذكرتها؛ فإنه على الأكثر أن ما تعاني منه هو الارتداد، أو الارتجاع المعدي المريئي Gastro esophgeal reflux، وهو يعني ارتجاع أحماض المعدة وعصارتها من المعدة إلى المريء، وهو يحدث لكثير من الناس، ولكن عندما يكون هذا الارتجاع بكميات كبيرة، أو عندما يسبب هذا الارتجاع أعراضًا مزعجة ومتكررة، فإنه يصبح مرضًا لا عرضًا، وهذا الذي تشكو منه.

هناك صمام بين المعدة والمريء، يسمح بمرور الطعام من المريء إلى المعدة، وليس العكس، ولكن عندما لا يؤدي هذا الصمام دوره بشكل سليم؛ فإنه لا يكون هناك ما يمنع عصارة المعدة من الخروج منها صاعدة إلى المريء، وهذا يسبب الأعراض، وتناول ما يزيد إفراز الأحماض في المعدة، يجعل من الارتجاع أكثر أثرًا، وأشد ضررًا، ومن العوامل التي تسبب هذا الارتخاء أو التوسع، أو تسبب زيادة إفراز أحماض المعدة ما يلي: امتلاء المعدة بالطعام، والسمنة، وتناول بعض المأكولات والمشروبات، مثل: الدهون، والمقليات، والمشروبات الغازية، والشاي، والقهوة، والشكولاته، والفلفل، والشطة، والمأكولات الحراقة، والنعناع، والكاتشاب، كما أن فتق فم المعدة يضعف كثيرًا عمل الصمام الهام الذي تحدثنا عنه.

من أهم أعراض الارتجاع: حرقة أسفل الصدر، وهي إحساس بالحرقان في منطقة الصدر، وقد يصحبها عدم ارتياح أو ألم في المعدة، خصوصًا بعد تناول الأكلات السالفة الذكر، ومن الأعراض الأخرى؛ طعم حارق في الحلق أو الفم، بسبب وصول الارتجاع إلى هذه المنطقة، قد يصل إلى حد إيقاظ الإنسان من نومه وهو يحس بشرقة، أو بضيق حاد في التنفس، ومن أعراضه: الكحة المزمنة، والتغير في الصوت، وصعوبة البلع، بل إن بعض المرضى يشتكون من آلام في الصدر، تشبه إلى حد كبير آلام الذبحة الصدرية.

ويتم التشخيص بعمل منظار للمعدة؛ ولذا أرى أن تراجع طبيبًا مختصًا بالجهاز الهضمي، وهو سيقوم بعمل منظار لتأكيد التشخيص.

أما العلاج، فيجب تغيير نمط الحياة؛ بحيث نتجنب مسببات الارتجاع، مع التأكيد على ما يلي:
- تجنب المأكولات والمشروبات السالفة الذكر، والتي يمكن أن تتسبب بزيادة الارتجاع.
- تجنب النوم مباشرة بعد تناول الوجبات، ولا بد أن يكون بين آخر وجبة وبين النوم، مدة لا تقل عن ثلاث ساعات.
- ينصح من يشتكون من أعراض في منطقة الحلق، برفع أرجل السرير تحت الرأس مسافة 15 سنتيمترًا، حتى تكون الحنجرة في مستوى أعلى من المعدة، فتقلل الجاذبية وصول أحماض المعدة إلى الحلق..

ينصح بالعلاج الدوائي، الذي قد يستمر لعدة أشهر أو سنوات، ويجب تناوله يوميًا، وأحيانًا مرتين في اليوم، مثل: اللوزك، والنيكسيوم، أو البارييت، وغيره، ونتائجه بشكل عام جيدة، ويستخدم أيضًا عقار البريمبيران Primperan 10MG مرتين إلى ثلاث مرات في اليوم، والذي يساعد على تقوية الصمام بين المعدة والمريء، وفي الحالات التي لا تستجيب الأعراض لمثل هذا العلاج، فإنه يلجأ إلى العلاج الجراحي في بعض الحالات التي لا تستجيب للعلاج.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً