الإمام أحمد يفرق بين التقليد والاتباع
وقد فرق أحمد بين التقليد والاتباع، فقال أبو داود: سمعته يقول: الاتباع: أن يتبع الرجل ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم- وعن أصحابه، ثم هو من بعد في التابعين مخير .
وقال أيضا: لا تقلدني، ولا تقلد مالكا، ولا الثوري، ولا الأوزاعي، وخذ من حيث أخذوا. وقال: من قلة فقه الرجل أن يقلد دينه الرجل.
وقال بشر بن الوليد: قال أبو يوسف: لا يحل لأحد أن يقول مقالتنا، حتى يعلم من أين قلنا.
وقد صرح مالك بأن من ترك قول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - لقول إبراهيم النخعي: أنه يستتاب.
فكيف بمن ترك قول الله ورسوله لقول من هو دون إبراهيم أو مثله؟! .
وقال جعفر العرباني: حدثني أحمد بن إبراهيم الدورقي، حدثني الهيثم بن جميل، قال: قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله! إن عندنا قوما وضعوا كتبا، يقول أحدهم: ثنا فلان عن فلان عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -، بكذا وكذا، وفلان عن إبراهيم بكذا، ويأخذ بقول إبراهيم؟
[ ص: 271 ] قال مالك: وصح عندهم قول عمر؟ قلت: إنما هي رواية كما صح عندهم قول إبراهيم.
فقال مالك: هؤلاء يستتابون.


