الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

المكتبة الإسلامية

الرئيسية
المكتبة الإسلامية

فهرس الكتاب

- مقدمة

- كتاب الطهارة

- من كتاب استقبال القبلة

- من كتاب الإمامة

- من كتاب الجمعة

- من كتاب العيدين

- من كتاب الزكاة

- من باب إباحة الطلاق ومن كتاب الصيام الكبير

- من كتاب المناسك

- من كتاب البيوع

- من كتاب اليمين مع الشاهد الواحد

- من كتاب اختلاف الحديث

- من كتاب جراح العمد

- من كتاب المكاتب

- من كتاب الجزية

- من كتاب الظهار واللعان

- من كتاب إبطال الاستحسان

- من كتاب أحكام القرآن

- من كتاب الأشربة وفضائل قريش

- من كتاب الأشربة

- كتاب عشرة النساء

- من كتاب التعريض بالخطبة

- من كتاب الرجعة

- من كتاب العدد إلا ما كان معادا

- من كتاب القرعة والنفقة على الأقارب

- من كتاب الرضاع

- ذكر الله تعالى على غير وضوء ، والحيض

- من كتاب قتال أهل البغي

- من كتاب المدبر

- من كتاب التفليس

- من كتاب الدعوى والبينات

- من كتاب صفة أمر النبي صلى الله عليه وسلم والولاء الصغير

- من كتاب البحيرة والسائبة

- من كتاب الصيد والذبائح

- من كتاب الديات والقصاص

- من كتاب جراح الخطأ

- من كتاب السبق والرمي والقسامة والكسوف

- من كتاب جماع العلم

- من كتاب الجنائز والحدود

- من كتاب مختصر الحج الكبير

- من كتاب أدب القاضي

- من كتاب الطعام والشراب وعمارة الأرضين

- من كتاب الوصية الذي لم يسمع من الشافعي

- من كتاب اختلاف علي وعبد الله رضي الله عنهما مما لم يسمع الربيع من الشافعي

شرح مسند الشافعي

أبو القاسم الرافعي - عبد الكريم بن محمد القزويني

صفحة

جزء

1013 [ 1791 ] أبنا الربيع، أبنا الشافعي، أبنا سفيان، عن حميد بن [ ص: 294 ] قيس، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن رجل من قومه من بني تيم يقال له: معاذ أو ابن معاذ " رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - ينزل الناس بمنى منازلهم وهو يقول: ارموا بمثل حصى الخذف" . .

التالي السابق

الشرح

الشَّرْحُ

قَوْلُهُ: "يُقَالُ لَهُ: مُعَاذٌ أَوِ ابْنُ مُعَاذٍ" شَكٌّ مِنْ بَعْضِ الرُّوَاةِ، وَالْوَاقِعُ مِنَ الْمُتَرَدِّدِ فِيهِ هُوَ ابْنُ مُعَاذٍ، وَهُوَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُعَاذٍ التَّيْمِيُّ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -.

وَقَدْ رَوَى الْحَدِيثَ عَبْدُ الْوَارِثِ وَخَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ، عَنْ حُمَيْدٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ، وَرَوَاهُ أَيْضًا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُمَارَةَ عَنْ حُمَيْدٍ الْأَعْرَجِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاذٍ.

وَذَكَرَ الْحَافِظُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ بْنُ مِنْدَهْ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيَّ لَمْ يُدْرِكْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ وَإِنْ رَوَى عَنْهُ.

وَحَدِيثُ أَبِي الزُّبَيْرِ عَنْ جَابِرٍ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ بَكْرٍ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ.

وَالْخَذْفُ: رَمْيُ الْحَصَاةِ أَوِ النَّوَاةِ الْمَأْخُوذَةِ بَيْنَ السَّبَّابَتَيْنِ، وَكَذَا [الْمَرْمِيُّ] مَا بَيْنَ السَّبَّابَةِ وَالْإِبْهَامِ بِمِخْذَفَةٍ مِنْ خَشَبٍ.

وَيُسْتَحَبُّ أَنْ يَكُونَ مَا يُرْمَى إِلَى الْجَمَرَاتِ فِي الْحَدِّ الْمَذْكُورِ، وَأَنْ يُؤْخَذَ مِنَ الْمُزْدَلِفَةِ وَيُعَدَّ الرَّمْيُ، رَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ [ ص: 295 ] الْعَبَّاسِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - غَدَاةَ يَوْمِ النَّحْرِ: "هَاتِ وَالْقُطْ لِي حَصًى، فَلَقَطْتُ لَهُ حَصَيَاتٍ مِثْلَ حَصَى الْخَذْفِ، فَوَضَعَهُنَّ فِي يَدِهِ فَقَالَ: بِأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ بِأَمْثَالِ هَؤُلَاءِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْغُلُوَّ فَإِنَّمَا أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمُ الْغُلُوُّ فِي الدِّينِ" .

وَقَوْلُهُ: "يُنْزِلُ النَّاسَ بِمِنًى مَنَازِلَهُمْ" يُبَيِّنُ أَنَّ لِلْأَمِيرِ نَظَرًا فِي إِنْزَالِ الْجُيُوشِ وَتَهْيِئَةِ الْمُنَازِلِ لَهُمْ.

الشرح

قوله: "يقال له: معاذ أو ابن معاذ" شك من بعض الرواة، والواقع من المتردد فيه هو ابن معاذ، وهو عبد الرحمن بن معاذ التيمي من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقد روى الحديث عبد الوارث وخالد بن عبد الله، عن حميد، عن محمد بن إبراهيم التيمي عن عبد الرحمن بن معاذ، ورواه أيضا إبراهيم بن طهمان عن الحسن بن عمارة عن حميد الأعرج عن محمد بن عباد عن عبد الرحمن بن معاذ.

وذكر الحافظ أبو عبد الله بن منده أن محمد بن إبراهيم التيمي لم يدرك عبد الرحمن وإن روى عنه.

وحديث أبي الزبير عن جابر أخرجه مسلم عن محمد بن حاتم عن محمد بن بكر عن ابن جريج.

والخذف: رمي الحصاة أو النواة المأخوذة بين السبابتين، وكذا [المرمي] ما بين السبابة والإبهام بمخذفة من خشب.

ويستحب أن يكون ما يرمى إلى الجمرات في الحد المذكور، وأن يؤخذ من المزدلفة ويعد الرمي، روى ابن عباس عن الفضل بن [ ص: 295 ] العباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - غداة يوم النحر: "هات والقط لي حصى، فلقطت له حصيات مثل حصى الخذف، فوضعهن في يده فقال: بأمثال هؤلاء بأمثال هؤلاء، وإياكم والغلو فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين" .

وقوله: "ينزل الناس بمنى منازلهم" يبين أن للأمير نظرا في إنزال الجيوش وتهيئة المنازل لهم.

الخدمات العلمية

تفسير الآية ترجمة علم عناوين الشجرة تخريج حديث